السياحة والثقافة الذكية: رافد مهم لتحقيق رؤية 2030

تُعدّ السياحة والثقافة الذكية في السعودية ركائز أساسية من ركائز التنويع الاقتصادي وفتح آفاق جديدة للنمو بما يتماشى مع رؤية 2030 الطموحة. ومن شأن دمج التقنيات الحديثة في القطاعين السياحي والثقافي أن يُسهم في رفع مستوى جاذبية الوجهات السياحية، وتحسين تجربة الزوار، وتعزيز الحفاظ على الإرث الثقافي، وإتاحة المعالم التاريخية والتراثية لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور.

تجربة تفاعلية وشخصية

تتيح تطبيقات الهواتف المحذولة والأدلة الصوتية الذكية للزائرين التفاعل مع المعالم الثقافية والتاريخية بطريقة جذابة ومبتكرة. ويمكن إثراء التجربة السياحية بتقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)، ما يسهّل تخيل المواقع والمباني الأثرية في شكلها الأصلي عبر العصور، ويضيف بُعدًا تفاعليًا يثري الزيارة ويعمّق الفهم التاريخي والثقافي.

تعزيز الشمولية والسياحة للجميع

تساهم التكنولوجيا في إزالة الحواجز التي تحول دون الاستمتاع الكامل بالمعالم السياحية والثقافية بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة. فتطبيقات الجوال الذكية التي تعتمد على الأوامر الصوتية وميزات التكبير والنصوص البديلة تمكّن المكفوفين وضعاف البصر من التفاعل مع المعروضات واللوحات التعريفية. كما تساهم التكنولوجيا في تصميم مسارات خاصة لذوي الإعاقة الحركية، وتوفير المعلومات التي يحتاجونها بلغات متعددة ولغة الإشارة.

التكامل بين الأبعاد الثقافية والتراثية

إحياء التراث الوطني وتعزيز الهوية الثقافية

يمكن توظيف التقنيات الحديثة بشكلٍ فعّال لعرض التراث الثقافي الغني للمملكة العربية السعودية بطريقة جذابة، وإحياء العادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية والحرفية التي تشكّل الهوية الثقافية للبلاد. حيث تساهم تقنيات الواقع المعزز في تصميم تجارب محاكاة تفاعلية تنقل الزوّار إلى مدن تراثية ومعالم تاريخية، وتتيح لهم المشاركة في أنشطة ثقافية تقليدية بطريقة تحاكي الواقع.

جذب السياح من مختلف أنحاء العالم

يسهم تقديم المحتوى الثقافي والسياحي بلغات متعددة، واستخدام أدوات ترجمة ذكية، في استقطاب أعداد أكبر من السياح من مختلف أنحاء العالم.

الحفاظ الرقمي على الإرث الحضاري

تساهم التقنيات الذكية، مثل المسح ثلاثي الأبعاد والتصوير الفوتوغرافي عالي الدقة، في توثيق وحفظ التراث المادي وغير المادي. ويشكل هذا الأرشيف الرقمي كنزًا معرفيًا للأجيال القادمة، كما يساعد في جهود الترميم والحفاظ على المواقع الأثرية، ويدعم دراسة التراث والثقافة السعودية من قبل الباحثين والمؤرخين.

تيسير التخطيط الشخصي للزيارات

توفر منصات السياحة الذكية إمكانية تخصيص الرحلات السياحية وفقًا لاهتمامات الزائرين الفردية. وبفضل أنظمة التوصيات القائمة على الذكاء الاصطناعي، يُمكن للزائرين استقاء اقتراحات لأنشطة ومسارات سياحية تلبي تطلعاتهم الفردية وتناسب المدة الزمنية للرحلة والميزانية المرصودة، وهذا يساهم في تعظيم الاستفادة من الوقت وتقديم تجربة زيارة سلسة وممتعة.

الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ وتوفير بيئة آمنة

يمكن استغلال تقنيات إنترنت الأشياء وأنظمة الاستشعار في تعزيز إجراءات السلامة والأمن في المواقع السياحية. حيث تساهم هذه التقنيات في مراقبة حركة الزوار وتحديد مناطق الازدحام والحد من مخاطر الحوادث. ويمكن لأزرار الاستغاثة الذكية المتصلة بغرفة عمليات متكاملة أن توفر استجابة عاجلة في حالات الطوارئ، مما يبعث بالطمأنينة لدى الزوار ويرتقي بتجربة السياحة في المملكة.

تحفيز السياحة الداخلية والتعريف بالمناطق النائية

تشجع منصات السياحة الذكية التفاعلية على استكشاف المواقع السياحية الأقل شهرة في جميع أنحاء المملكة، مما يساهم في دعم السياحة الداخلية، ويساعد على إطلاق إمكانات سياحية كامنة في مناطق نائية تتمتع بتنوّع بيئي وموروث ثقافي غني.

تطوير المهارات التقنية في مجال السياحة والثقافة

يتطلب التحول المستمر نحو السياحة والثقافة الذكية في السعودية تطوير الكفاءات المتخصصة في مجال التصميم الرقمي، وإدارة البيانات، وتطوير التطبيقات، وتحليل الأثر والفعاليات. ويُعد الاستثمار في بناء الكفاءات البشرية الوطنية عاملاً أساسيًا للنجاح المستدام لهذا القطاع المتنامي، والذي يمثل فرصًا هائلة للتوظيف، لا سيما لدى فئة الشباب.

التعاون الإقليمي والدولي لتبادل المعرفة وتوسيع النطاق

لا تقتصر فوائد السياحة والثقافة الذكية على السياح الأجانب، بل تمتد لتشمل الزوار من داخل المملكة ومن دول الخليج العربي المجاورة. ويمكن للتعاون الإقليمي في مجال الاستثمار وتبادل الخبرات وتوحيد المعايير أن يُعزز جاذبية المنطقة كوجهة سياحية متكاملة ومتنوعة، ويُسهم في وضع السعودية كوجهة رائدة في مجال السياحة والثقافة على الصعيد الإقليمي والعالمي.

#السياحة_الذكية #السعودية #رؤية2030 #الثقافة_الذكية #الواقع_المعزز #إنترنت_الأشياء